المنطق الصوري، المنطق المحسوس
مادلين غراويتز
ترجمة محمد الطيب قويدري
– المنطق الصوري، المنطق المحسوس.
2. – الشكل والمضمون. – مضمون المعرفة التجريبي هو مضمون خاص وجائز(احتمالي)، في حين أن مقتضيات الكونية تجعل من بعض الشكلانيات ضرورية، والمنطق الصوري سيميز إذن بين عمليات عقلية مستقلة عن المضمون، وبين كل إثبات ملموس. لكن المنطق الصوري بإقصائه المحتوى الموضوعي، التاريخي، العملي والاجتماعي للمعرفة فإنه يتحول إلى فكر شكلي.
الوسيط الذي يقف بين المنطق الصوري والبحث المتعلق بالمحتوى تطلق عليه تسمية إشكالية. والإشكالية تجيب عن حاجة إلى الانسجام المنطقي، وتقدم جملة من المشكلات التي توجه البحث، ومجموعة من المفهومات التي تقود بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى الفرضيات آخذة في الحسبان مضمونا غنيا بالصراعات.
وفي واقع الأمر؛ فإن الشكل والمحتوى لا يمكن فصلهما تماما الواحد عن الآخر، والمنطق حتى الصوري منه يحتفظ بالرغم من كل شيء بدلالة ملموسة بحيث تترك حدوده غير الدقيقة المشكلة الجوهرية قائمة كما هي: كيف نوحد بين الشكل والمحتوى، وننتقل من الكائن المفكر إلى الكائن الموجود؟ عن هذا السؤال، بحث الفكر الغربي بعناء عن إجابة. وقد فاقمت الثنائية الكانطية الصراع بفصلها بين الشكل والمحتوى، وبين الفكر وموضوع التعرف، أو ” الشيء في ذاته “. وفي الوقت نفسه بحث كانط من خلال مفهوم التركيب عن التوفيق بين صرامة الشكلانية، وخصوبة الملموس، فاتحا الباب أمام منطق جديد. ويرجع إلى هيغل، لا كما يعتقد في الأغلب، أمر اكتشاف التناقض لكن المصطلح الثالث كما سنرى ذلك لاحقا، سيسمح باستخدام التناقض في الأقل، إذا لم يتح حله.