لعبة الساحل: صراع وجودي يتجاوز أصابع الجشع والأتربة النادرة
لعبة الساحل: صراع وجودي يتجاوز أصابع الجشع والأتربة النادرة: تحليل الوضع في الساحل الإفريقي يتطلب النظر في عدة جوانب رئيسية تؤثر على المنطقة، والتي تشمل الأبعاد السياسية، الاقتصادية، الأمنية، والاجتماعية. هنا عرض موجز لبعض النقاط الأساسية:
لعبة الساحل: صراع وجودي يتجاوز أصابع الجشع والأتربة النادرة: الأبعاد الأمنية.
- التهديدات الإرهابية: تشهد منطقة الساحل تصاعدًا في الأنشطة الإرهابية، خاصة من قبل جماعات مثل بوكو حرام وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وداعش. هذه الأنشطة تهدد الاستقرار وتؤثر سلبًا على حياة المدنيين.
- النزاعات المسلحة: هناك توترات ونزاعات مستمرة في العديد من الدول، مثل مالي والنيجر وبوركينا فاسو، مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية ويدفع السكان إلى النزوح.
- السلطة الموجودة في مالي تخلت عن اتفاق الجزائر لأنها لا تملك بديلا آخر عنه في الأفق المنظور إلا المزيد من عدم الاستقرار ، وتأخير فرص التنمية التي لا تشكل عامل جذب للاستثمار .
لعبة الساحل: صراع وجودي يتجاوز أصابع الجشع والأتربة النادرة: الوضع السياسي.
- عدم الاستقرار السياسي: تعاني دول الساحل من أزمات سياسية متكررة، بما في ذلك الانقلابات العسكرية والتوترات بين الحكومات والشعوب.
- عدم الاستقرار في المنطقة يزيد من تعقيد جهود السلام والتنمية، ويفتح المجال للتدخلات الأجنبية التي تستخدم نخبا وأيادي محلية لتنفيذ مخططاتها الرامية إلى نشر الفوضى في الإقليم.
- التحديات الحكومية: كثير من الحكومات تواجه صعوبة في بسط سيطرتها وأداء مهامها الأساسية، مما يؤدي إلى فقدان الثقة من قبل المواطنين.
لعبة الساحل: صراع وجودي يتجاوز أصابع الجشع والأتربة النادرة: الأبعاد الاقتصادية.
- الفقر والبطالة: تظل معدلات الفقر والبطالة مرتفعة في معظم دول الساحل، مما يسهم في ارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، والتسبب في إيجاد عوامل إرباك داخل دول شمال إفريقيا.
- قلة الموارد: تعاني المنطقة من نقص في البنية التحتية وقلة الاستثمارات، وهو ما يحد من فرص النمو الاقتصادي، ويساعد على نهب الأجانب للمناجم والمواد ذات القيمة مثل اليورانيوم والذهب وربما بعض الأتربة النادرة .
لعبة الساحل: صراع وجودي يتجاوز أصابع الجشع والأتربة النادرة: النواحي الاجتماعية.
- النزوح والهجرة: النزاعات والأوضاع الأمنية دفعت العديد من السكان إلى تفاقم النزوح الداخلي الفوضوي، والبحث عن فرص الهجرة غير الشرعية
لعبة الساحل: صراع وجودي يتجاوز أصابع الجشع والأتربة النادرة
تُعد “لعبة الساحل” في الجزائر أكثر من مجرد صراع على موارد أو نفوذ؛ فهي قضية أمن قومي وجودي تمسُّ استقرار الجزائر والدول المجاورة في العمق.
إن موقع الجزائر كحاجز جغرافي وسياسي بين الفوضى المستشرية في الساحل الإفريقي وشمال المتوسط يجعل أمنها الجنوبي خطَّاً أحمر لا يقبل المساومة.
أي اختراق أو ضعف في هذه المنطقة الحدودية الشاسعة لا يعني فقط تهديداً مباشراً لأمن الجزائر الداخلي وسيادتها على مواردها (كالمياه الجوفية الهائلة والمعادن)، بل يشكل أيضاً بوابة مفتوحة أمام المخاطر الإقليمية الجامحة.
فمثال انتشار الجماعات الإرهابية المسلحة مثل القاعدة وداعش في منطقة الساحل يوضح الخطر: تحاول هذه الجماعات استغلال الفراغ الأمني والهشاشة في دول الجوار لإنشاء ملاذات آمنة.
من هذه الملاذات يمكن شن هجمات عبر الحدود الطويلة نحو الجزائر، أو استخدام الأراضي الجزائرية كممر لوجستي أو تمويني، مما يهدد الأمن القومي الجزائري واستقرار المغرب العربي ككل.
كما أن تجارة السلاح غير المشروع والمخدرات عبر هذه الصحراء الشاسعة تُغذي الجريمة المنظمة داخل الجزائر وتقوّض مؤسسات الدولة.
بالتوازي، تبرز لعبة القوى الدولية والإقليمية الطامعة في ثروات المنطقة النادرة (اليورانيوم، الذهب، المعادن الإستراتيجية) أو الساعية لتعزيز نفوذها الجيوسياسي.
مشاريع الاستغلال المباشر للموارد أو محاولات إقامة قواعد عسكرية تحت ذرائع مختلفة (مكافحة الإرهاب، مكافحة الهجرة) من قبل دول خارجية، كالمحاولات الأوروبية لتصدير مشاكل الهجرة عبر فرض حلول أمنية في دول الساحل، أو التنافس الصيني والأمريكي على الموارد، أو أنشطة غير رسمية لمجموعات مثل فاغنر الروسية، تخلق تعقيدات جيوسياسية خطيرة.
هذه التدخلات الخارجية، التي غالباً ما تتجاهل السيادة الوطنية وتُفاقم التوترات المحلية، تهدد بتفجير الوضع الهش أصلاً، مما ينعكس سلباً على الأمن الجزائري والإقليمي، ويجعل “لعبة الساحل” رهاناً مصيرياً يتجاوز بكثير نزوات الجشعين وصراعهم على “الأتربة النادرة”.
إنها بالفعل معركة حفاظ على الاستقرار والسيادة في قلب إفريقيا الشمالية.











