جيوسياسة

من العولمة الأمريكية إلى العولمة على الطريقة الصينية

الانتقال من العولمة على الطريقة الأمريكية إلى العولمة على الطريقة الصينية موضوع معقد يتضمن جوانب اقتصادية وثقافية وسياسية.

يطرح هذا التحول المتوقع تساؤلات حول عقلانية هذه العملية و حول مدى ونوعية منطقيتها، بالإضافة إلى التساؤل حول مستقبل العولمة، وخصوصا حول استمرار دور الولايات المتحدة كقوة عظمى، وكقيادة للعولمة وللعالم.

في الفيديو الذي نشاركه نقاش حول انعكاسات هذا التحول، ونتائجه على دول ومناطق العالم المختلفة خصوصا على الاتحاد الأوروبي، وما يعتبره الأوروبيون مناطق نفوذ مفترضة.

العقلانية في التحول

   – العولمة الأمريكية: ارتكزت العولمة على النموذج الأمريكي على قيم مثل الليبرالية الاقتصادية، وعلى ثقافة سياسية تستخدم الدعوة إلى حماية حقوق الإنسان ونشر الديمقراطية.

وقد ساهمت السياسات الاقتصادية الأمريكية في تعزيز السوق الحر، وكانت وراء فتح الأسوق العالمية.

   – العولمة الصينية:  في المقابل، تقدم الصين نموذجًا يقوم على النموذج الاجتماعي القائم على أولوية المجتمع على الفردية، وعلى النموذج الاقتصادي الموجه من قبل الدولة، حيث تهيمن الحكومة على الاقتصاد وتوجهه لتحقيق أهداف استراتيجية جماعية.

 ولا ينبغي إغفال كيف تُظهر الأرقام أن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري للعديد من دول العالم، مما يدل على فاعلية نموذجها في العالم المعاصر.

 المنطقية في التحول

   فرص جديدة: الاختلافات بين العولمتين قد تُعتبر منطقية إذا ما نظرنا للأهمية المتزايدة للدول النامية ودورها في الاقتصاد العالمي.

يُشير العديد من المحللين إلى أن مراكز القوة الاقتصادية تنتقل نحو آسيا، حيث تتمتع بما يُعتبر “سوق القرن الحادي والعشرين”.

   –أزمة الثقة: كما أن هناك من يجادل بأن العولمة الأمريكية أصبحت مفرطة في التعقيد، إذا لم تكن في طريقها إلى التناقض والاضطراب، وربما التفكك ببساطة، مما يؤدي اليوم إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية والأخلاقية، وبالتالي ستؤدي الحاجة الماسة لنموذج بديل، إلى الاتجاه نحو ما تقدمه الصين.

نهاية العولمة وانهـيار الإمبراطورية الغربية:

   – التحديات الغربية: تشير بعض التحليلات إلى أن العولمة الغربية تواجه تحديات كبيرة، منها : الانقسام السياسي، الأزمات الاقتصادية، وتراجع النفوذ الدولي للغرب.

في سياق هذا التراجع الحقيقي، يمكن الاقتباس من توماس فريدمان، الذي قال في كتابه “The World is Flat”:   قد نكون في بداية عصر جديد، حيث تصبح الحدود أقل وضوحًا”.

   صعود الصين: بينما يرى البعض أن صعود الصين على الساحة العالمية هو إشارة ووضع جديد للعولمة التي تتجه نحو نموذج أكثر حكومية ومركزية.

 يُشير بعض المراقبين إلى أن هذه التحولات تعكس التحولات الجذرية الراهنة في العلاقة بين الدول الكبرى.

نستطيع القول إن الانتقال من العولمة الأمريكية إلى عولمة مغايرة يمكن أن تكون حسب معطيات الواقع عولمة صينية يتطلب إعادة تفكير في كيفية فهمنا للعولمة نفسها.

 وبالرغم من أن هذا الانتقال قد يثير قلقًا حول مستقبل العولمة وحول “القوة الغربية”، فإنه قد يوفر أيضًا فرصًا جديدة للتعاون والتنمية.

نهاية العولمة قد لا تكون فرضية مقنعة أو مؤكدة، ولكن المشهد يتشكل بوضوح مستندا إلى التغيرات العالمية الكبيرة والمتسارعة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى