مخاطر على سلاسل التوريد العالمية

التحليل الجيوسياسي للهجوم الإسرائيلي على إيران وتداعياته المستقبلية
1. طبيعة الهجوم الإسرائيلي وأسبابه
- الأهداف العسكرية: استهدفت عملية (“الأسد الصاعد”) منشآت نووية حساسة في نطنز ومصانع صواريخ باليستية، بالإضافة إلى اغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، مثل قائد الحرس الثوري حسين سلامي ورئيس الأركان محمد باقري و6 علماء نوويين .
- المبررات الإسرائيلية: زعمت إسرائيل أن الهجوم “استباقي” لوقف تهديد نووي وجودي، مشيرة إلى أن إيران كانت على بُعد أشهر من امتلاك سلاح نووي، وأنها أنتجت يورانيوم يكفي لـ9 قنابل، ومن المعروف أن هذه المزاعم موجودة منذ أكثر من 20 عاما .
- الدعم الأمريكي غير المباشر: رغم تأكيد واشنطن عدم مشاركتها المباشرة، فإن تصريحات ترامب الداعمة لإسرائيل وتوقيتها مع انسحاب الدبلوماسيين الأمريكيين من المنطقة سبق أن أشار إلى تنسيق غير معلن .
2. احتمالات التصعيد والرد الإيراني
الرد العسكري الإيراني:
- هجمات مباشرة ومحدودة: إيران أطلقت بالفعل مئات المسيرت تجاه إسرائيل، و نفذت وما تزال تنفذ هجمات صاروخية باليستية متفاوتة القوة والفعالية والسرعة .
- استهداف المصالح الأمريكية: سبق أن حذّر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إيران من أن استهداف قوات أمريكية في المنطقة، قد يجر واشنطن إلى الصراع .
- سيناريو الحرب الشاملة: احتمال تصعيد عبر مضيق هرمز، خاصة مع تعبئة الحرس الثوري والجيش الإيراني لقواهما.
الرد الدبلوماسي:
- مؤازرة روسية وصينية: انتقدت روسيا الهجوم ووصفته “بانتهاك للقانون الدولي”، بينما دعمت الصين موقف طهران في الأمم المتحدة .
- تفتيت الغرب: انقسام المواقف الغربية (ألمانيا دعمت حق إسرائيل في الدفاع، بينما أدانت فرنسا التصعيد مع تأييدها لإسرائيل) .
3. تداعيات الهجوم على الشرق الأوسط
- تفجر الأزمات الاقتصادية:
- قفزة أسعار النفط 14%، وارتفاع الذهب إلى 3,444 دولار/أونصة، لكن هذا الارتفاع عرف تراجعا ملحوظا .
- انهيار السياحة في إسرائيل بنسبة 69%، وهجرة عكسية لليهود بنسبة 28% .
- زعزعة الاستقرار الإقليمي:
- تصعيد في اليمن: استمرت الهجمات اليمنية على إسرائيل عبر صواريخ باليستية .
- توتر في الأردن وسوريا: اعتراض طائرات مسيرة بعد دخولها المجال الجوي الأردني في الأيام الأولى .
- تأثير على الفلسطينيين:
- بالرغم من تحويل الانتباه عن غزة، شهدت غزة استمرار الات غياعتداءات الإسرائيلية المباشرة على المدنيين، مع زيادة في أعمال الفصائل الفلسطينية ضد القوات الإسرائلية المهاجمة، ولا وجود لأفق واضح لجهود احتواء التصعيد .
جدول: ردود الفعل الدولية السياسية على الهجوم
الدولة/الجهة | الموقف | التفاصيل |
---|---|---|
السعودية | إدانة | وصفته بـ”الاعتداء السافر” و”انتهاك للسيادة الإيرانية”. |
روسيا | إدانة شديدة | اتهام إسرائيل بـ”تقويض النظام الدولي”. |
الولايات المتحدة | نأي بالنفس | أكدت عدم مشاركتها، لكنها دعمت حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. |
الأمم المتحدة | دعوة لضبط النفس | حذر غوتيريش من “تهديد الجهود الدبلوماسية”. |
إيران | وعد بالرد | خامنئي: “الكيان لن يفلت من العقاب”. |
4. العواقب على الأطراف المتصارعة
- إسرائيل والولايات المتحدة:
- مكاسب تكتيكية: تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية لمدة غير معروفة على الأقل، وتوقع بإضعاف القيادات العسكرية .
- مخاطر استراتيجية: تصاعد التهديدات الأمنية (إغلاق مطار بن جوريون، ونقل الطائرة الرئاسية إلى أثينا) .
- إيران وحلفاؤها:
- ترميم الشرعية الداخلية: تعيين قادة جدد للحرس الثوري (مثل محمد باكبور) وحشد الشعب ضد “العدو الخارجي” .
- تعزيز المحور المقاوم: تذكير بوقوف (الحوثيين، وحزب الله) إلى جانب إيران في حال تدخل محتمل من الولايات المتحدة، واحتمالات بالرد، مع العمل على تجنب المواجهة المباشرة في الوقت الراهن.
5. آفاق الحل في ضوء كلمة خامنئي
- خطاب الثأر لا التفاوض: كلمة المرشد الأعلى ركزت على “العقاب القاسي” وليس الدبلوماسية، مما يقلل فرص الحل السلمي .
- مبادرات دولية محدودة:
- مؤتمر فرنسا-السعودية (17–20 يونيو في الأمم المتحدة) للضغط من أجل حل الدولتين .
- عقبات جوهرية: تدمير مفاوضات عُمان النووية بسبب الهجوم، وتشكيك إيران في جدوى الدبلوماسية .
6. انعكاسات الهجوم على النظام الدولي
- عجز الأمم المتحدة: تكرار سيناريو غزة بعدم فرض عقوبات على إسرائيل رغم انتهاكها القانون الدولي، مما يعزز شلل المجلس .
- تفكك التحالفات التقليدية:
- انقسام الغرب بين داعم لإسرائيل ومنتقد للتصعيد.
- تقارب روسي-إيراني-صيني لمواجهة الهيمنة الأمريكية.
- صعود الاقتصادات الموازية: اعتماد إيران على شبكات تهريب النفط وتجارة السلاح لمواجهة العقوبات .
جدول: سيناريوهات المستقبل المحتملة
السيناريو | الاحتمالية | التداعيات |
---|---|---|
حرب إقليمية محدودة | مرتفعة | هجمات بالوكلاء عبر سوريا واليمن، مع استمرار التبادل الصاروخي. |
تجميد الأزمة | متوسطة | ضغط دولي لوقف التصعيد، خاصة مع مؤتمر الأمم المتحدة يونيو. |
تصعيد نووي | منخفضة | تسريع إيران لبرنامجها النووي كردع، مما يدفع المنطقة لسباق تسلح خطير. |
منطقة على حافة الهاوية
الهجوم الإسرائيلي يمثل نقطة تحول من “حرب الظل” إلى مواجهة مفتوحة، مع تداعيات تهدد بزلزال جيوسياسي من المتوسط إلى الخليج. رغم النجاح التكتيكي لإسرائيل، فإنها زرعت بذور عاصفة إقليمية قد تدفع إيران لاعتبار السلاح النووي الخيار الوحيد للبقاء. فشل المجتمع الدولي في معاقبة انتهاكات القانون الدولي (كما في غزة) يكرس نظاماً عالمياً متهالكاً، حيث القوة تحل محل الشرعية. الساعات، الأيام وربما الأسابيع القادمة ستحدد ما إذا كانت المنطقة ستسقط في حرب شاملة، أو يمكن أن يتم إنقاذها بمعجزة أو بمبادرة دبلوماسيةخارقة.
أي تكلفة للحرب على إيران؟
بناءً على نتائج البحث المتاحة حتى يونيو 2025، يمكن تحليل الكلفة المتوقعة لاستمرار الحرب بين إسرائيل وإيران خلال الأسابيع القادمة وفق المحاور التالية:
⚔️ 1. التكاليف العسكرية المباشرة
- النفقات اليومية: تقدَّر بـ 2.75 مليار شيكل (733 مليون دولار) يوميًا على العمليات الهجومية والدفاعية فقط، (وفق تقدرات سابقة) تشمل التقديرات المذكورة :
- تكلفة صواريخ الاعتراض مثل “حيتس 3” (2.9 مليون دولار للصاروخ) .
- ساعات طيران المقاتلات (25 ألف دولار/ساعة) واستخدام الذخائر (500 ألف دولار/قطعة) .
- الإنفاق التراكمي: لو استمرت الحرب 4 أسابيع، قد تتجاوز التكلفة 20 مليار دولار فقط على البنود العسكرية .
📉 2. تداعيات غير مباشرة على الاقتصاد الإسرائيلي
- تراجع النمو الاقتصادي: خُفضت توقعات النمو لعام 2025 من 4.3% إلى 3.6%، وقد تنخفض أكثر مع طول أمد الحرب .
- انخفاض الاستهلاك: انخفاض الإنفاق عبر البطاقات الائتمانية بنسبة 11.9%، وشحّ السلع الأساسية بسبب تعطّل سلاسل التوريد .
- ارتفاع التضخم: زيادة أسعار الوقود والسلع نتيجة اضطرابات إمدادات النفط العالمية .
📊 3. موازنة الدولة والعجز المالي
- عجز الميزانية: من المتوقع تجاوز سقف العجز المُقرَّر (4.9% من الناتج المحلي)، مع ارتفاع الدين العام إلى 1.3 تريليون شيكل (377 مليار دولار) .
- زيادة الإنفاق الدفاعي: قد تصل موازنة الدفاع عام 2025 إلى 200 مليار شيكل (58 مليار دولار) مقابل 120 مليار شيكل في 2024 .
🌍 4. التأثيرات الإقليمية والعالمية
- أسعار النفط: ارتفعت بنسبة 7-9% بعد بدء الحرب، وقد ترتفع أكثر إذا امتدت الاضطرابات لمضيق هرمز (يمر عبره 30% من نفط العالم) .
- سلاسل التوريد: زيادة تكاليف الشحن البحري بسبب أقساط التأمين الإضافية (0.5-2% من قيمة السفينة) .
💥 5. كلفة إضافية: التعويضات وإعادة الإعمار
- تعويضات المدنيين: صرف صندوق التعويضات الإسرائيلي 2.4 مليار شيكل (674 مليون دولار) بين يناير-مايو 2025، مع توقع حاجة لتمويل إضافي .
- الأضرار المادية: طلبات تعويض عن تدمير 47 مبنى وإخلاء 2,700 شخص في إسرائيل، بينما تكلفة إصلاح البنى التحتية في إيران قد تصل 1 مليار دولار .
🔮 6. سيناريوهات مستقبلية حسب مدة الحرب
- حرب قصيرة (أسبوعين): تكلفة تُقدَّر بـ 10-15 مليار دولار لإسرائيل.
- حرب استنزاف (شهر أو أكثر):
- قد تصل التكلفة الشهرية إلى 60 مليار دولار للطرفين معًا .
- خطر انهيار مالي في إسرائيل بسبب استنفاد الاحتياطات وتراكم الديون .
💎 الخلاصة
إذا استمرت الحرب لأكثر من أسبوعين، قد تتجاوز التكلفة الإجمالية لإسرائيل 30 مليار دولار، مع تأثيرات غير مسبوقة تشمل:
- ارتفاع التضخم وانكماش الاقتصاد.
- زيادة العجز المالي %6-7 من الناتج المحلي.
- تهديد الاستقرار الاجتماعي بسبب نقص السلع وارتفاع البطالة .
هذه التقديرات لا تشمل الكلفة البشرية (مثل 224 قتيلاً إيرانيًا و24 إسرائيليًا حسب بعض التقارير) ، مما يجعل الكلفة الحقيقية للحرب أعمق من الأرقام المالية وحدها.

التقييم الشامل لتأثير الحرب على سلاسل التوريد العالمية وآخر التحديثات
1. التأثيرات على سلاسل التوريد العالمية
أ. اضطرابات في قطاع الطاقة والنقل البحري:
- ارتفاع تكاليف الشحن: قفزت تكاليف شحن النفط من الخليج إلى اليابان إلى 55 ألف دولار يومياً، بزيادة 15%، مع توجه بعض السفن لمسارات بديلة تجنباً لمخاطر مضيق هرمز .
- تأمين السفن: ارتفعت أقساط التأمين ضد المخاطر الحربية للسفن المتجهة إلى إسرائيل 3 أضعاف، حيث تصل إلى 0.7–1% من قيمة السفينة، مقارنة بـ0.2% سابقاً .
- توقف حركة الناقلات: 7 ناقلات غاز طبيعي مسال (LNG) رست قرب عُمان بسبب المخاوف الأمنية، ما يهدد إمدادات الطاقة لأوروبا وآسيا .
ب. مخاطر مضيق هرمز (الممر الاستراتيجي):
- يمر عبر المضيق 20% من نفط العالم (18–19 مليون برميل يومياً). أي إغلاق أو تعطيل له سيؤدي إلى:
- ارتفاع أسعار النفط إلى 90 دولاراً للبرميل (حسب سيناريو حرب شاملة) .
- اضطراب سلاسل توريد الوقود عالمياً، خاصة في أوروبا وآسيا التي تعتمد على صادرات الخليج .
ج. تأثيرات قطاعية:
- المنتجات البترولية: تعطل صادرات الديزل (1.4 مليون برميل/يوم) والنافثا (1.2 مليون برميل/يوم) من الخليج .
- البنية التحتية: تضرر حقل بارس الجنوبي للغاز (المشترك بين إيران وقطر) بعد غارة إسرائيلية، ما أدى إلى تعليق جزئي للإنتاج .
- سلاسل التوريد البرية: إعادة توجيه الشحنات البرية عبر الأردن وتركيا بسبب مخاطر الهجمات الصاروخية على الموانئ .
جدول: سيناريوهات تأثير الحرب على سلاسل التوريد
السيناريو | تأثير على النفط | تأثير على الشحن | احتمالية الحدوث |
---|---|---|---|
احتواء سريع | عودة الأسعار لمستوى 75$ | استقرار التكاليف | ضعيفة |
نزاع طويل الأمد | تقلبات بين 80–85$ | ارتفاع التكاليف 15% | متوسطة |
حرب شاملة | قفزة إلى 90$+ | شل حركة هرمز + نقص حاد بالسلع | مرتفعة حالياً |
2. مشاركة الولايات المتحدة وحلفائها: آخر التحديثات
أ. الموقف الأمريكي الرسمي:
- عدم التورط المباشر: أكد الرئيس ترامب أن واشنطن “غير متورطة عسكرياً” لكنها تدعم إسرائيل دبلوماسياً، وضغطت على إيران للعودة للمفاوضات النووية .
- تهديد بضربات محدودة: تُدرس الإدارة الأمريكية ضرب منشآت نووية إيرانية مثل فوردو ونطنز إذا تصاعدت الأزمة .
ب. تحالفات دبلوماسية وعسكرية:
- أوروبا: قادت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة محادثات في جنيف (20 يونيو) لدفع إيران لقبول شروط تتضمن وقف تخصيب اليورانيوم، لكن طهران رفضت التفاوض دون توقف الهجمات الإسرائيلية .
- روسيا: حذّر الكرملين من أن استهداف المرشد الإيراني خامنئي “سيفتح صندوق شرور”، ورفض دعم إيران عسكرياً .
- التعاون الخليجي: كشفت تقارير عن مناورات عسكرية سابقة بين إسرائيل والإمارات وأمريكا، ما يشير إلى تحالف غير معلن لمواجهة إيران .
ج. الدعم اللوجستي والاستخباراتي:
- تزويد واشنطن إسرائيل ببيانات استخباراتية عن مواقع الصواريخ الإيرانية، سهلت ضربات مثل تدمير مجمع “سايبر سبارك” في بئر السبع .
- نشر سفن حربية أمريكية قرب مضيق هرمز لـ”ردع الهجمات على الملاحة الدولية” .
3. تطورات ميدانية مؤثرة على سلاسل التوريد (حتى 20 يونيو 2025)
- ضربات إسرائيلية: استهدفت 200 منصة صواريخ إيرانية و120 منصة دفاع جوي، ما أضعف قدرة إيران على تعطيل الشحن البحري .
- هجمات إيرانية: استهداف ميناء أسدود الإسرائيلي (مرفق حيوي للبضائع) ومجمع “غاف يام” الاستخباراتي المرتبط بالبنية التحتية السيبرانية .
- تأثيرات بيئية: حرائق ناتجة عن اصطدام ناقلات نفط قرب هرمز بسبب تشويش إلكتروني، ما يزيد مخاطر التلوث وتعطيل الممر .
4. توقعات مستقبلية واستعدادات طارئة
- قطاع الشحن: تخطط شركات مثل “ميرسك” لإعادة توجيه سفنها عبر رأس الرجاء الصالح، مما يطيل مدة الشحن 10–15 يوماً ويرفع التكاليف 20% .
- الطاقة البديلة: تسريع الاتحاد الأوروبي خطط الاعتماد على الغاز المسال من الولايات المتحدة وأستراليا لتعويض النقص المحتمل .
- تموضع عسكري: نشر البحرية البريطانية فرقاً لمراقبة هرمز، بينما تعلن إسرائيل أن أي هجوم إيراني على السفن سيواجه “برد ساحق” .
خلاصة: الحرب تهدد بتحول جيوسياسي طويل الأمد في سلاسل التوريد، مع تحول طرق التجارة بعيداً عن الشرق الأوسط وتعزيز الملاذات الآمنة مثل الدولار والذهب. نجاح الدبلوماسية الأوروبية في جنيف قد يكون الفرصة الأخيرة لتجنب السيناريو الكارثي .