من نحن؟

في أول افتتاحيةلأهداف 50، وفي أول مسار النشر، لا بد أن نراعي الحاجة إلى بناء الأهداف، ولابد أن نوضح ما هي دوافعنا؟
الانطلاقة ليست أكثر من إعلان نيات حسنة عن أولى خطوات المشروع.
واقعيا نستهدف زوارنا من فئة الشباب، ولكن الراشدين من الرجال والنساء، من المهنيين والساسة، من المثقفين والفنانين، من أساتذة الجامعات والمربين، هم المجتمع العاقل المرحب به دائما،
بداهة لا يكتب من يكتب إلا لقارئ، ولا يقرأ القارئ إلا لأنه يرى نفسه المعني الأول بما يكتب بهدف النشر.
إن الرغبة في المعرفة غريزة في البشر، وليس الفضول وحب الاستطلاع إلا وسائل تعبر عن تطور الكائن، ونحن نتطلع إلى مرافقة الرغبات في نزوعها الدائب نحو سبل الرشد،
في عصرنا اقتربت الكتابة من الكاتب، وألقت عنها الحروف، بل جعلت حروفها ملونة أكثر ومتحركة أكثر، ولم نعد نميز الحدود التقليدية بين الحرف والصوت لأن الصورة أصبحت كلمة، والكلمة تحولت إلى صورة، وحل التصوير محل القلم ، وتمكن الفيديو من جعل الأموات يتكلمون حين ثبت كلامهم وتعابير وجوههم، واحتفظ بذكرياتهم لما بعد الموت.
لقد أصبح للاستمتاع مجالات أرحب، وحركة أوسع، ولم يعد الذوق كما كان، ولا معايير الجمال اليوم هي على الصورة التي ألفها أهل القرون الأولى، و هكذا نمت القراءة، وتحولت من حيز “ما يكتب” باليد أو بالآلة، لتلتصق بالعين والأذن، ولتكون أنفذ إلى روح صاحبها،
لقد خطت البشرية خطوات لا تقبل القياس متخطية المنفعة نحو الاندماج المتواصل بين الذات والموضوع، بين الفعل والذوق، بين الوجود وما فوق الوجود.
في هذه الافتتاحية، حاولنا أن نتخيل قائمة الأسئلة الافتراضية التي يوشك أن يطرحها علينا الزائر، ونحن نبحث عن وضع أسس صحية لعلاقة تدوم وتستمر معه،
هل بإمكانه أن يضيف ما هو منتظر منه ؟
هل السوق -نقصد سوق الذوق و الكتابة والقراءة- تسمح بهذه الإضافة،
المشروع هو واحدة من الإجابات على حاجتنا إلى مضمون عاقل وعقلاني،
مضمون مفيد، ومساعد على تحسين الحياة العقلية المتدهورة،
السعي إلى اكتساب كل ما يساعد على التنمية الحقيقية وسيلة إلى رفع مستوى المعيشة الثقافي والعقلي. بالتوازي مع مستوى المعيشة المادي الذي يخص أولا الغذاء والملبس والمركب،
بمعنى النقل الصحيح للخبر بدون تهويل ولا تهجم ولا تخوين،
لأن القصد هو تعليم الجيل الجديد كيفيات سليمة لاكتساب المعرفة في حياته اليومية وفي سلوكه العادي، وجعل اتجاهه الفكري مرتبطا تماما بالممارسة اليومية.

على ضوء ما سبق يمكن القول إن سياسة النشر التي نتبناها ونجتهد لبنائها هي بناء نسق لوقف النزيف والاحتكام إلى العقل وضوابط الثقافة الوطنية وعمقها الروحي بعيدا عن الأفكار الوافدة الموجهة بسياسات أشخاص وجماعات منغلقة على نفسها، ومعدة بخبث لتلقي نماذج معينة من السلوك والتفكير السلبي المتحجر غير القابل للانفتاح على آفاق جديدة واتجاهات منفتحة على العلم.


معلومات
حي مسعودي
الجلفة 17000
kouidri107med@gmail.com
للاتصال والمراسلة
Email: info@goals50.com